البعض يبغض سلفادور دالى خاصة حينما يتلاعب بصورة المرأة ويلحق بها تلك البشاعات التى تميّز لوحاته بالجنون او بغيره كما يراه النقاد المختصون ، وتظل اللوحة فى نظر من هم مثلى مجرد عبث فوضوى يهدم فى قناعاتنا هالات الجمال التى نراها فى كل لحظة تحيط بالمرأة ، وكل هذا البغض لم يستطع ان ينفى عن الرجل براعته فى الرسم وثراءا فاحشا فى مخيلته ، ولم يستطع ان يمنع اندهاشنا بأولئك الذين يعجبون به الى حد التطرف كالممثلة العالمية الجميلة ارسولا اندراوس التى شغلت شاشات العرض حتى بدايات الثمانينات والتى رأت فيه آخر الرجال العظماء على الارض .
قرأت للشاعر اللبنانى الرقيق باسكال عسّاف -قصائده منشورة على صفحته بالفيسبوك- هى قصائد اشبه بلوحات سلفادور دالى ، ذات الخيال المنفلت الخلاّق ، ينتج بالكلمات وبمهارة مذهلة صورا جديدة ترى من خلالها الحب كائنا قادرا على الامساك بتلك اللحظات التى توحدك ورفيق روحك مهما تكالب العالم عليكما ، خيّال يفتح امامك الف طريق وطريق وكلها تناديك ان كل شىء فى الحب ممكن .
الفكرة التى حاولت ان ابعدها كلما اقتربت منى عند قراءة قصائده ، تقول لى ان الرجل فعلا من معجبى سلفادور دالى ، وانه آثر ان يعتزر لمن هم مثلى عن غموض الفكرة فى لوحات دالى بأعادة انتاجها فى قصائد غاية فى جمال الصورة والمعنى والشكل
كالأبيات ادناه :
|
الشاعر اللبنانى باسكال عسّاف |
وجدتها .. سأصنع دمية تشبهك بالشكل وبكل تفاصيلك الصغيرة
سأحبها على طريقتى لن تعاندنى ولن تجادلنى ولن تصنع منى قوتا للغياب
سيكون لها ملمسك من دون ان تحترق اصابعى
سيكون لها بحة صوتك واحرفك المكسرة وكلمة احبك
لن يكون لها وقع المطرقة على رأسى
ستعانقنى دون ان تغرز اصابعها فى ظهرى
الى آخر القصيدة المليئة بصور مدهشة ، آخر اصداراته (وجوه واقنعة) ، للمهتمين بالشعر سيستمتعون معه برحلة ممتعة .